الدورات العلمية للمسجد الكبير في مدينة ليدز
كيف نفقه أحكام الشريعة؟
تطبيقات أصولية على المسائل الفقهية
(دورة تأصيلية تدريبية)
ثلاثة أيام
من السبت 23 ديسمبر 2023م إلى الاثنين 25 ديسمبر 2023
عامة الدارسين للعلوم الشرعية في سياق الدراسة النظامية يدرسون (الفقه) على صفة فروع فقهية، ويغلب أن يكون ذلك بدراسة بعض المراجع المقدَّمة في مذهب من المذاهب الفقهية المتبوعة. كما يدرسون كذلك علم (أصول الفقه) والذي يعرِّف بأدلة الفقه وقواعده، لكن لا تجري في العادة المزاوجة بين العِلْمَين، ولا يتم التدريب على تفعيل أصول الفقه في الفقه، بل تبقى تلك الأصول بمثابة طقوس معرفية معطَّلة غير قابلة للاستعمال، مع أنه (علم آلة)، كآلة الزراعة والصناعة.
ومَن سوى هؤلاء الدارسين خلق كثير من المتعرضين للكلام في أحكام الدين وشرائعه، قد يحسِن بعضُهم قراءةَ القرآن وقد لا يحسِنها، وقد يطَّلع على بعض السنن النبوية أو لا يعرفها إلى حدِّ أن لا يكون لها دور في فهمه، أما القياس وقواعد المصالح ودلالات اللغة الأصولية، فتلك خاضعة لمعقوله لا يضبطها ضابط ولا يربطها رابط.
فالصنف الأول قصَّر مع قدرته على التمام، والصنف الثاني تجاوز وأسرف، وليس منهما محمود في فعله، والسعيد المحظوظ من استعمل آلة الحرث فحرَثَ، فخرَّج الفروع على الأصول، الأمر الذي لا ريب أنه يحتاج إلى دُربَة ورياضة.
فتأتي هذه الدروة القصيرة الزمن ترمي إلى شحذ الهمة وتقوية العزيمة لاستثمار المعرفة الأصولية في تدبر القرآن ومعرفته وفهم السنة وتنزيلها منازلها واستعمال طرق الاجتهاد، فالأمة بحاجة إلى مفتين يدركون مآخذ الأحكام الشرعية ويجيبون عن النوازل بعلم ومعرفة، وذلك لا يتم دون القدرة على ذلك على وَفق منهج وأصول، وهي محتاجة إلى مثقفين واعين يفهمون موارد ومقاصد ودلالات الشريعة وإن لم يكونوا من المتخصصين.
فإن كنتَ دارسًا للعلوم الشرعية فلا غنى لك عن ذلك، وإن كانت مثقفًا من عامة المثقفين فستطَّلع من خلال هذه الدورة على ما لم تكن تعلم، فيزيد عندك شرف العلم وأهله، وتجد معينًا لك على تدبر القرآن وفهم توجيهات الأحكام الشرعية، بل ربما وجدتَ نفسك عند مشاركتك في هذه الدورة مدفوعًا لمزيد المعرفة والفهم والتخصص.