Skip to main content

الاِءتمام لصلاة التراويح من خلال البث المباشر

 
الائتمام لصلاة التراويح من خلال البث المباشر
 
نظرا لما يمر به العالم من ظروف استثنائية والمخاطر التي تحيط بالناس بسبب انتشار وباء كورونا، و نظرا للالتزام والتقيد بقواعد التباعد الاجتماعي التي ألزمت بها الحكومة؛ فإن إدارة المسجد تجد أنه من الصعب جدا أن يتمكن جميع رّواد المسجد من الحصول على أماكن داخل المسجد، لأن الأماكن سوف تكون محدودة. وكذلك فإن هناك من رواد المسجد من
سوف يمنعهم العذر ولن يكون بإمكانهم المجيء للصلاة في المسجد بسبب الحالة الصحية.
فإننا نود أن نفيدكم أن صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن يوسف الجديع المفتي والمستشار الشرعي لمسجد ليدز الكبير قد أصدر فتوى "في الائتمام لصلاة التراويح من خلال البث المباشر"
 
ملخصها ومفادها:
أن الاقتداء بالإمام عن طريق وسيلةٍ تبُُّث صوته، أو صورته بَثّا حيّا مباشِرا هو اقتداء صحيح.
فالائتمام اقتداء على معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما ُجعِل الإمام ليؤتم به، فإذا كبّر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا رفع فارفعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا"
(متفق عليه). وهذا ما تفعله الكثير من المساجد حين تضيق بالمصلين فتتخذ أماكن لا تتصل فيها الصفوف، ولا يُرى فيها الإمام ولا يُسمع صوته إلا عن طريق مكبرات الصوت أو شاشات تنقل أفعاله نقلا حيّا مُباشِرا، فتصُّح صلاتهم و يصح اقتداؤهم.
 
وهنا تنبيهات هامة لابد من مراعاتها:
أولاً: الأولى الحضور للمساجد وعمارة المساجد في الصلوات الخمس والتراويح. ومن يمكنه القراءة من حفظه أو من المصحف ولا يمكنه الحضور للمسجد؛ فالأولى له أن يصلي لنفسه و يؤم أهل بيته.
ثانيا: حكم هذه الفتوى لا يتعدى إلى صلاة الجمعة، فلم تشرع الجمعة إلا على سبيل الاجتماع لها، والسعي إليها، ولذا لا تقام إلا في المساجد أو مواضع الاجتماع العام.
ثالثا: شرط صحة الاقتداء بالإمام عن طريق وسائل النقل المباشر هو الاشتراك مع الإمام في وقت الصلاة، وفي التراويح الاشتراك معه في الليل.
رابعا: ليس من شروط صحة الاقتداء مراعاة الهيئة المعتادة للجماعة في المساجد، فهذه مسألة متعلقة بفقه الاستثناء.
خامسا: لو انقطع البث لعارض تقني فني؛ فعلى المقتدي بالإمام أن يتم الصلاة لنفسه.
 
وختاما:يقول تعالى: "وما جعل عليكم في الدين من حرج"، إلى غير هذا من آيات القرآن ا لكريم التي استنبط منها علماؤنا قواعد في يسر
الشريعة والسعة في أحكام الفقه الإسلامي مثل: "المشقة تجلب التيسير". فإن هذه الفتوى من فضيلته -حفظه الله- تأتي في
سياق فقه الاستثناء والأحكام الاستثنائية للظروف الراهنة بسبب الجائحة النازلة بالناس.